الأطفال الرضع يواسون الإمام الحسين بعبد الله الرضيع

الأطفال الرضع يواسون الإمام الحسين بعبد الله الرضيع



كان عبد الله الرضيع (عليه السلام) أصغر من قتل في كربلاء، لكنه كان أكبر جنود الحق في عاشوراء، وقد جرت العادة بتخصيص ليلة من ليالي العشرة الأول من شهر محرم الحرام بيوم الطفل الرضيع لإحياء ذكرى مظلومية عبد الله الرضيع المسمى بـ(علي الأصغر) إبن الامام الحسين (عليه السلام) في شهر البطولة والإباء شهر إنتصار الدم على السيف، ففي يوم العاشر منه إختلت جميع موازين الأرض فلا الشمس هي الشمس ولا السماء كانت هي السماء كيف لا ورأس إبن بنت خاتم الأنبياء على القنا يدار كيف لا وبيت النبوة يحرق على رأس أقدس عائلة عرفها التاريخ الانساني طهرها الله في كتابه الكريم ( إنما يريد الله ليذهب يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) كيف لا وأعداء الله يستبيحون دم أشبه الناس خلقا وخلفا بسيد الكائنــات (صلى الله عليه وآله) علي الأكبر (عليه السلام) ودم قمر بني هاشم أبي الفضل العباس إبن سيد الوصيين الامام علي (عليه السلام) ودم القاسم بن الحسن المجتبى ودم أولاد الحسين وأصحاب الحسين (عليهم السلام)،كيف لا وهم يجترون جريمة لا سابق لها وهي سفك دم الطفل عبد الله الرضيع المسمى بـ(علي الأصغر) أصغر جنود معسكر الامام الحسين (عليه السلام) إذ لم يتجاوز عمره الـ (٦) أشهر وبهذه الجريمة البشعة تتكشف نوايا وأهداف بنو أمية الساعين أبدا للملك وللسلطة حتى إذا كانت على حساب دماء الأبرياء وليستمر هذا النهج الشيطاني الى يومنا هذا مع إختلاف الأساليب والتقنيات والوجوه لكن الرآية نفس الرآية والخبث نفس الخبث فيزيد يسلم الرآية ليزيد وحرملة يسلم الرآية لحرملة آخر، والشمر يسلم الرآية لشمر آخر، وعمر بن سعد يسلم الرآية لعمر بن سعد آخر وعبيد الله بن زياد يسلم الرآية الى عبيد الله بن زياد آخر، ولازال أطفال أتباع أهل البيت هدفا لهؤلاء البرابرة.

عبد الله الرضيع:

"ولد عبد الله الرضيع المسمى بـ(علي الأصغر) عليه أفضل الصلاة والسلام في المدينة المنورة، أمه الرباب بنت أمرىء القيس الشاعر المعروف، نحر في واقعة الطف بكربلاء يوم عاشوراء بسهم حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي من الوريد الى الوريد. لعن الله قاتليه الى يوم القيامة".

مع نسيم الهواء البارد من صباح أول جمعة من عاشوراء تحلق وتجتمع النساء الزينبيات والسائرات على خط الرباب مع أطفالهن الرضع في المشاهد المشرفة في كربلاء المقدسة في الروضة الحسينية والروضة العباسية وفي ساحة بين الحرمين في كربلاء التي هي روضة من رياض الجنة.

تجتمع النساء في برنامج وإحتفالية لقراءة مصيبة الطفل الرضيع عليه السلام الذي قتل عطشانا وظاميا في يوم عاشوراء بسهم مسموم ذو ثلاث شعب قتله وذبحه من الوريد الى الوريد وهو على يدي أبيه سيد الشهداء الذي كان يستسقي لطفله الماء فأبوه أن يسقوه الا بسهم المنية من يد كلاب بني أمية الظلمة الملاعين.

نعم تجتمع النساء المؤمنات الرساليات في صباح أول جمعة من عاشوراء لإحياء ذكرى مظلومية باب الحوائج عبد الله الرضيع المسمى بـ(علي الأصغر) ليحيوا ذكرى الطفولة والبراءة، ويدافعوا عن مظلومية أصغر جندي أستشهد في كربلاء، الجندي الذي لبى نداء ربه ونداء مولاه وأبيه الإمام الحسين (عليه السلام) حينما وقف أمام القوم من معسكر يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد قائلا: هل من ناصر ينصرني ؟ هل من ناصر يذب عن حرم رسول الله ؟ .. فتحرك الطفل وهو في المهد قائلا: لبيك داعي الله .. فجاء الإمام الحسين الى الخيمة بعد أن سمع صوت العقلية زينب والهاشميات وهن يصرخن لعطش الرضيع، فقال ناولوني علي الأصغر كما جاء في الرواية هكذا:

في مقتل الخوارزمي وغيره: (تقدم الحسين الى باب الخيمة وقال: ناولوني عليا الطفل حتى أودعه، فناولوه الصبي، فجعل يقبله ويقول: "ويل لهؤلاء القوم إذا كان خصمهم جدك"، فبينما الصبي في حجره إذا رماه حرملة بن كاهل الأسدي فذبحه في حجره فتلقى الحسين دمه حتى إمتلأت كفه ثم رمى به نحو السماء، وقال: "اللهم إن حبست عنا النصر فأجعل ذلك لما هو خير لنا، وإنتقم من هؤلاء الظالمين"، ثم نزل الحسين عن فرسه وحفر للصبي بجفن سيفه وزمله بدمه وصلى عليه).

نعم لقد خاطب سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين معسكر عمر بن سعد قائلا:

(يا قوم: إن لم ترحموني فأرحموا هذا الطفل الرضيـع .. أما ترونه كيف يتلظى عطشا).

ولكنهم أجابوه بسهم حرملة بن كاهل الأسدي الذي حز نحره من الوريد الى الوريد وهو في حجره وعلى كفيه (عليه السلام).

نعم لقد كان في يوم الطف دور كبير للطفل الرضيع وللأطفال الإمام الحسين (عليه السلام) في إبراز مظلوميته وما قام به مرتزقة آل أبي سفيان من قتل وانتهاك لحرم آل الرسول حتى الأطفال لم ينجو من فعلتهم البشعة، واليوم تجد الأطفال يشاركون في عزاء الإمام الحسين ويلبسون اللباس الأخضر والأسود تعبيرا عن ولائهم وسيرهم على درب الإمام الحسين (عليه السلام) وهم بذلك يواسون الإمام وأهل البيت بهذا المصاب الجلل الذي حل بهم وبذلك يطلبون الأجر والثواب الجزيل من خلال مشاركتهم في هذه المراسيم وهذه الشعائر الربانية.